ماتياس شمالي يرفض كل الاقتراحات بخصوص الكابونة الصفراء
بعد أنّ وجّهت الفصائل الفلسطينيّة انذاراً تحذيرياً لمدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزّة ماتياس شمالي، لثنيه عن تطبيق قرار توحيد السلّة الغذائيّة المقدّمة للاجئين الفلسطينيين في القطاع، جاء رد شمالي اليوم سلبياً، حيث تمسّك بقراره متذرعاً بالأزمة الماليّة التي تُعاني منها وكالة "أونروا".
بدوره، كشف عضو لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلاميّة ومنسّق اللجنة المشتركة للاجئين في قطاع غزّة محمود خلف، تفاصيل الرد المكتوب الذي أرسله شمالي للفصائل بشأن قرار "الكوبونة الموحّدة"، حيث أكَّد لموقعنا أنّ الرد من قِبل مدير عمليات الوكالة في غزّة كان سلبياً، وأصر شمالي على رأيه السابق وهو أنّ توزيع المساعدات وفق النظام الموحّد الجديد وإلغاء الكوبونة الصفراء هو الأكثر عدلاً وانصافاً للاجئين في القطاع مع إضافة المواليد والأزواج الجدد.
شمالي رفض كل الاقتراحات
وبيّن خلف أنّ شمالي يُصر أيضاً على إبقاء الوضع القائم على ما هو عليه دون إدخال أي تحسين عليه، حيث اقترحنا أنّ تتحوّل الكوبونة جميعها إلى كوبونة صفراء (كوبونة مضاعفة) مع إمكانية التدقيق في الأسماء الموجودة سواء الموظفين الذين يتلقون رواتباً عالية أو المتوفين أو المسافرين، وفعلاً هناك مجالاً ومساحة للتدقيق لكنّه رفض كل هذه الاقتراحات تحت حجّة أنّ الموارد الموجودة لا تكفي، وأنّه إذا أراد اعتماد الكوبونة الصفراء بدلاً من البيضاء وتوزيعها على اللاجئين فإنّ التكلفة ستكون عالية جداً بقيمة 120 مليون دولار سنوياً، في ظل أنّ المتوفر لديه الآن 80 مليون.
وأكَّد خلف لموقعنا أنّ ملخص الرد وما جاء فيه من قِبل شمالي هو التكيّف مع ما هو موجود الآن، أي التعامل مع الأمر الواقع والقبول بنظام "الكوبونة الموحّدة" وتحميل اللاجئين أعباء جديدة وهذا مرفوض تماماً من قِبلنا، كاشفاً عن اجتماعٍ هام سيُعقد صباح يوم غدٍ الخميس للجنة المشتركة للاجئين لاتخاذ مجموعة من الإجراءات من أجل الرد على هذه السلبيّة من قِبل مدير عمليات "أونروا".
كما أوضح خلف أنّ جميع الإجراءات التصعيديّة التي ستُنفّذ خلال الفترة القادمة ستكون عمليّة وعلى الأرض وسيُشارك فيها كافة اللاجئين المتضررين من هذه السياسة، وفي اجتماع الغد سنُناقش جميع الفعاليات التي سنٌقدم عليها قريباً.
الرابط الرسمي لفحص كابونة الوكالة (الكابونة الموحدة)
نخطّط لتنظيم سلسلة بشريّة ضخمة أمام مقر "أونروا" في غزّة
وفي هذا السياق، كشف مدير عام المُخيّمات الفلسطينية في دائرة شؤون اللاجئين عادل منصور، أنّه يجري التحضير لسلسلة بشريّة ضخمة تذهب وتعتصم أمام مقر الوكالة في قطاع غزّة مع دعوة كافة وسائل الإعلام العالميّة لتوثيق الأمر حتى الوصول إلى إلغاء جريمة "الكوبونة الموحّدة".
ولفت منصور إلى أنّه جرى تقديم كتاب للجهات المختصّة في غزّة من أجل الحصول على كتاب موافقة بتنظيم هذه السلسلة البشريّة، مُؤكداً أنّ ماتياس شمالي وبحجّة عدم توفّر الأموال ينفّذ تقليصات تطال جميع مناحي الحياة في غزّة: صحة البيئة، الكوبونات الغذائيّة، البنية التحتيّة، حتى الأخصائيين غير موجودين في العيادات، وفي الاجتماع الأخير مع القوى الوطنية قال ماتياس بكل وضوح أنّه لن يتم توظيف أي كادر تعليمي بسبب الأزمة الماليّة.
نحن أمام عمليّة مقصودة لذر الرماد في العيون
وبيّن منصور أنّ الكوبونة الصفراء التي ألغاها شمالي يبلغ عدد المستفيدين منها 770 ألف نسمة بينما الكوبونة البيضاء 440 ألف مستفيد، وهنا ستزيد نسبة البطالة والفقر وستزداد المشاكل في قطاع غزّة جرّاء حالة الفقر المتزايدة، مُؤكداً أنّه ووفق دراسة سابقة لوكالة "أونروا" أجرتها العام الماضي فإنّ هناك قرابة 70 ألف أسرة بحاجة ماسّة إلى إضافة على برنامج المساعدات الغذائيّة ولكن حتى اللحظة لم يتم إضافتهم على البرنامج بحجّة الأزمة الماليّة، وفي أخر اجتماع قال شمالي إنّه سيُضيف المواليد الجدد، ولكن كيف مع وجود أعداد ضخمة سابقة بحاجة إلى إضافة؟!، إذن نحن أمام عمليّة مقصودة لذر الرماد في العيون.
وتابع منصور: كل التقليصات على كوبونة الوكالة جريمة بمعنى الكلمة إذ سيأخذ شمالي كوبونات للمستفيدين الجدد -في حال أضاف فعلاً أسماء جديدة- من قوت الناس المستفيدين من الكوبونة الصفراء بعد تقليصها وجعلها بيضاء وفق النظام الجديد، مُطالباً باعتماد المعيار الدولي، أي صرف كوبونة بمبلغ 35 دولار لكل فرد كل ثلاثة شهور.