غزة: بمجهود شخصي معلمة تؤسس رياض أطفال إلكتروني يضم أكثر من 400 طفل
بعيدًا عن وسائل التعلم التقليدي، في أسلوب مغاير استطاعت المعلمة ختام عوض تأسيس روضة إلكترونية داخل غرفتها الصغيرة بمنزلها، مستعيضة فيها عن رياض الأطفال الوجاهي كأحد الحلول البديلة عن توقف رياض الأطفال في ظل تفشي فايروس كورونا بقطاع غزة والعالم.
وبمجهود شخصي تحاول ختام إصلاح ما أفسدته كورونا، عبر رياض الأطفال الإلكتروني، بدأ بضم 100 طفل، حتى توسع في استقطاب المزيد من الطلاب الأطفال من داخل فلسطين وخارجها ليصل عددهم أكثر من 400 طفل.
تقوم فكرة المبادرة على إيجاد بديل عن التعلم الوجاهي لرياض الأطفال، عبر التعلم الإلكتروني خلال الصفوف الافتراضية عبر الإنترنت، فتقوم صاحبة المبادرة المعلمة على تقسيم الطلاب إلى مجموعات داخل الصفوف ويضم كل صف قرابة الـ50 طالب، يشاركون التعلم من خلال برنامج الـزوم.
تقول ختام :” تعتمد المبادرة على أسلوب التعلم النشط، حيث تتيح للطفل الاستماع والفهم والتركيز ، بعيدًا عن أساليب التلقين حتى لا يشعر بالملل والنفور من الدروس التعليمية خاصة أنها أون لاين من خلف شاشات الحاسب الآلي”.
وأضافت أنها تقوم بتقديم النشاطات عبر تقنية التعزيز الصوتي لتوصيل المعلومة للطالب بشكل مباشر دون تسجيل، مما يشكل لديه حافز قوة، إضافة لمشاركة الصفوف أحيانًا معلمات أخريات مختصات بالنطق كون العديد من الأطفال في مرحلة التمهيدي أو البستاني يوجد لديهم صعوبة في نطق الحروف.
وتشارك الصفوف الافتراضية أخصائية نفسية لإرشاد الطلاب الأطفال والأهالي كيفية التعامل مع الأطفال في ظل كورونا، وتهدف ختام من خلال هذه المبادرة لعدم ترك الأطفال دون تعلم والبحث عن بدائل بأقل الإمكانات بما يوائم ظروف تفشي كورونا في قطاع غزة.
ولا يخفى على أحد كون أطفال قطاع غزة بسبب الحصار محرومون من السفر والاندماج بأطفال العالم الخارجي، ويبدو أن المبادرة الإلكترونية فتحت أمامهم الباب للاندماج مع أطفال العالم بالخارج أون لاين، ومشاركة مواهبهم سويًا بشكل متبادل.
وكذلك بينت ختام رغم المسافات والبعد بين الطلاب، إلا أن هناك انضباط والتزام من الأطفال لحضور دورس الأون لاين التعليمية عبر برنامج الزوم، ويوجد تفاعل كبير من الطلاب، وحضور على رأس الساعة رغم اختلاف التوقيت في بعض الدول.
وتحاول مبادرة الروضة الإلكترونية الترفيه عن الأطفال وتقديم برامج الدعم النفسي لهم، خاصة بسبب فترات الحجر المنزل، من خلال تقديم نشاطات، على أرض الواقع لتحفيز الطلاب في أنحاء قطاع غزة على الاستمرار في التعليم والترفيه عنهم، يتخلل ذلك توزيع الشهادات لمن للطلاب الخريجين، توزيع جوائز بتمويل شخصي.
تقول ختام : “حاولت توسيع نطاق المبادرة عبر ضم مزيد من الفريق التعليمي، لكن هناك من رفض كونها مجانية، فالخريجين بقطاع غزة بحاجة لفرص عمل لإعالة أنفسهم وأغلبهم مشو مشوار طويل في التطوع وبينت لهذا لا ألوم من يرفض المشاركة في المبادرة المجانية”.
ودعت إلى تبني المبادرة من قبل مؤسسات تمويلية كونها مشروع مهم للحفاظ على المسيرة التعليمية، في ظل أن 70 % من العائلات لا يرسلون أبنائهم إلى لرياض الأطفال بسبب خوفهم من إصاباتهم بكورونا.
تواجه ختام عدة تحديات أبرزها أن ثقافة التعليم الإلكتروني عند الأهالي في قطاع غزة، لا زالت محدودة وغير منتشرة بشكل واسع رغم تطبيقها في كثير من الدول، وأضافت بأن هناك تحديات تتعلق في لوجستيات العمل كانقطاع الإنترنت في أغلب الأحيان، والتيار الكهربائي كذلك، والافتقار لوجود القرطاسية وأدوات التعلم النشط التي تحتاجها المبادرة في الروضة الإلكترونية.
ولكن رغم مجموعة التحديات التي تقف في طريق ختام، إلا أنها لم تقف أمام طموحها في الاستمرار بالمبادرة وتوسيع فريقها والحصول على تمويل لها.