تحذير من الصحة العالمية.. العالم على أعتاب طفرات جديدة لكورونا نهاية الصيف
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن طفرات جديدة لفيروس كورونا قد تظهر في الأسابيع المقبلة بعد نهاية فصل الصيف.
وفي بيان لها، دعت الصحة العالمية الحكومات إلى تعزيز أنشطة المراقبة لرصد هذه الطفرات وتحديد مواصفاتها الوراثية، وكذلك تجهيز المنظومات الصحية لمواجهة الارتفاع المحتمل في عدد الإصابات الجديدة التي قد تتصاعد بسرعة مع انحسار موجة الحر وبداية فصل البرد والعودة إلى زيادة الاختلاط والتجمعات داخل الأماكن المغلقة.
ويأتي التحذير الأخير بعدما أظهرت آخر البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية بأن إجمالي عدد الإصابات المؤكدة قد تجاوز 597 مليوناً، فيما اقترب عدد الوفيات من 6.5 مليون وبلغ عدد الجرعات اللقاحية الموزعة في العالم 12.4 مليار.
وأكدت المنظمة أن العدد الرسمي للوفيات الناجمة عن الإصابة بكورونا منذ مطلع العام الجاري قد تجاوز المليون، ما يشكّل مؤشراً واضحاً على أن الفيروس ما زال يتمتع بقدرة عالية على السريان، وأن المرض مازال حتى اليوم يتسبب بعشرات الوفيات اليومية، حتى في البلدان التي بلغت مستويات مرتفعة من التغطية اللقاحية بالجرعات الإضافية.
وحذر خبراء مركز الطوارئ الصحية التابع للمنظمة من أن عودة حركة النقل الجوي إلى الانتعاش منذ مطالع هذا الصيف، وما رافقها من تخفيف تدابير الوقاية والاحتواء، أو إلغائها كلياً في حالات كثيرة، مهّد لارتفاع أكيد في عدد الإصابات الجديدة خلال الفترة المقبلة، ويزيد من احتمالات ظهور طفرات فيروسية جديدة.
في الوقت نفسه حذّروا من أن انفجاراً جديداً في عدد الإصابات قد يكون له عواقب خطيرة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، والأزمة المعيشية والغذائية في العديد من البلدان النامية.
وأظهرت آخر البيانات المتوفرة لدى منظمة الصحة أن 99% من تحاليل التسلسل الوراثي للفيروس قد أجريت على متحوّر “أوميكرون” الذي لا تزال طفرته BA.5 هي السائدة على الصعيد العالمي بنسبة 74%، بعد أن كانت منتشرة بنسبة 71% في الأسبوع السابق.
وأفادت بعض الدراسات والتحاليل الأولية على بعض المتحورات الفرعية الناجمة عن هذه الطفرة، التي قد تكون أكثر فتكاً من المتحور الأصلي وأسرع سرياناً، وليس من المعروف بعد إذا كانت تتمتع بقدرة على التهرّب من المناعة اللقاحية.
وكان المكتب الإقليمي الأوروبي لمنظمة الصحة جدد تحذيراته بأن نهاية جائحة كورونا ما زالت بعيدة، وأن الموجات الأخيرة دلّت على قدرة الفيروس في مواصلة الانتشار على نطاق واسع رغم اتساع دائرة التغطية اللقاحية وارتفاع نسبة المناعة الجماعية الناجمة عن التعافي من المرض.